كرمة ابن هانئ
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كرمة ابن هانئ
دقات الساعة تعلن الخامسة مساء..أصوات السيارات في القاهرة وكأنها عقارب الساعة ..لا تتوقف أبدا ..زحام شديد في شارع مراد بالجيزة ..ويتوقف التاكسي أمام قصر بديع ...ينزل عم أمين من التاكسي وأنزل معه ويقول " ايه فيه ايه؟؟ إنت اتسمرت كده ليه ؟؟ بينا نخش ..إحنا اتخرنا ...
ندخل من باب القصر ...إلي حديقة من أجمل ما رأيت.... أصوت الطيور وهي تأوي إلي أوكارها بأشجار الحديقة ..يغطي أصوات السيارات في الشارع ..هبت نسمة باردة فضممت ياقة معطفي ..فنحن في فصل الشتاء ..شتاء عام 1995 .
أحسست برعشة تسري في أوصالي ..ولم أدري أهي من برودة الجو ..أما أنها رعشة داخلية ورهبة من المكان الذي أدخله أول مرة في حياتي ..وقد سمعت عنه الكثير ..وقرأت عنه ..ولم أتخيل يوما أن أراه حقيقة واقعة ..لا أعلم كيف سرت علي قدمي حتي دخلت إلي بهو القصر ..ولكني أعلم جيدا كيف تسمرت مرة أخري عندما دخلت الباب ..وكأني أدخل إلي عالم آخر ..أعرف كل ركن من أركان البيت ..كل لوحة علي الحائط ..كل باب وكل حجرة ..
هنا كان يجلس ..هنا كان يقف ..هنا كان ينظر من النافذة علي النيل الخالد ..هنا كان يقرأ ويكتب ..هنا كان يأكل ..هنا ..هنا...
أحسست أني في حلم جميل ..حتي عندما رأيت تمثاله النصفي الرائع ..في بهو المنزل ..أحسست أنه ليس بتمثال وأن الروح قد عادت إليه ..فها هو يبتسم لي إبتسامة الحكيم ..الذي خبر الدروب وعاش الحياة كلها بحثا عن الجمال والحب والسعادة ..وجمع كل ذلك وصاغه في أروع ما كتب باللغة العربية ..قصائد وأشعار ستظل أبد الدهر دليلا علي عبقرية هذا الإنسان وموهبته الفطرية ..
أحسست من خلف إبتسامته ..بِحزن باهت ..ورأيت في عينيه نظرة توحي بالقلق ..نعم إنها نظرة من يبحث عن شئ لا يعلمه إلا هو ....تجاعيد الوجه توحي بتفكير عميق ودائم ..ووقار الوقفة تعني التحدي ..وكأني به يقف في هذا المكان كل تلك السنوات يتحدي القبح والجهل والسطحية ..ويعلن أن راية التنوير والثقافة والجمال والتي حملها طوال عمره ستظل خفاقة ..طالما دام هذا المكان ...وطالما ظل كل الشعراء والفنانين يحجون إليه ...يستلهمون الأفكار والأشعار...وطالما ظل هذا المكان وأمثاله منبرا للكلمة والمعني ....
من خلف زجاج الشرفة رأيت النيل يجري ..وهو يرنو إلي النافذة التي أقف خلفها ..وكأنه يبحث عن وجه ضائع وسط الزحام ..فلا يجد ما يبحث عنه إلا في هذا المكان ....
" يا بني انت روحت فين؟؟؟ " رن صوت عم أمين في أذني فأعادني إلي عالم الواقع " ...تعالي... الندوة هتبتدي ......الاستاذ محمد ابراهيم أبوسنه والاستاذ فاروق شوشة بقالهم نصف ساعة منتظرين ...والناس كلها دخلت إلا أنا وإنت ..بالمناسبة الدكتور يسري العزب هو اللي هيدير الندوة وطلب مني إني أقدمك النهاردة ...يعني عايزك تركز وتقول من قلبك ...ووووو " وأخذ يتكلم وأنا ما زلت في عالم آخر نعم أنا لم أكن أحلم ...أنا في بيت أمير الشعراء " أحمد شوقي " نعم أنا في "كرمة ابن هانئ "
أما ما حدث في الندوة في ذلك اليوم ..أو ما حدث في زيارات لم تنقطع بعد ذلك ...فهذا حديث آخر
ندخل من باب القصر ...إلي حديقة من أجمل ما رأيت.... أصوت الطيور وهي تأوي إلي أوكارها بأشجار الحديقة ..يغطي أصوات السيارات في الشارع ..هبت نسمة باردة فضممت ياقة معطفي ..فنحن في فصل الشتاء ..شتاء عام 1995 .
أحسست برعشة تسري في أوصالي ..ولم أدري أهي من برودة الجو ..أما أنها رعشة داخلية ورهبة من المكان الذي أدخله أول مرة في حياتي ..وقد سمعت عنه الكثير ..وقرأت عنه ..ولم أتخيل يوما أن أراه حقيقة واقعة ..لا أعلم كيف سرت علي قدمي حتي دخلت إلي بهو القصر ..ولكني أعلم جيدا كيف تسمرت مرة أخري عندما دخلت الباب ..وكأني أدخل إلي عالم آخر ..أعرف كل ركن من أركان البيت ..كل لوحة علي الحائط ..كل باب وكل حجرة ..
هنا كان يجلس ..هنا كان يقف ..هنا كان ينظر من النافذة علي النيل الخالد ..هنا كان يقرأ ويكتب ..هنا كان يأكل ..هنا ..هنا...
أحسست أني في حلم جميل ..حتي عندما رأيت تمثاله النصفي الرائع ..في بهو المنزل ..أحسست أنه ليس بتمثال وأن الروح قد عادت إليه ..فها هو يبتسم لي إبتسامة الحكيم ..الذي خبر الدروب وعاش الحياة كلها بحثا عن الجمال والحب والسعادة ..وجمع كل ذلك وصاغه في أروع ما كتب باللغة العربية ..قصائد وأشعار ستظل أبد الدهر دليلا علي عبقرية هذا الإنسان وموهبته الفطرية ..
أحسست من خلف إبتسامته ..بِحزن باهت ..ورأيت في عينيه نظرة توحي بالقلق ..نعم إنها نظرة من يبحث عن شئ لا يعلمه إلا هو ....تجاعيد الوجه توحي بتفكير عميق ودائم ..ووقار الوقفة تعني التحدي ..وكأني به يقف في هذا المكان كل تلك السنوات يتحدي القبح والجهل والسطحية ..ويعلن أن راية التنوير والثقافة والجمال والتي حملها طوال عمره ستظل خفاقة ..طالما دام هذا المكان ...وطالما ظل كل الشعراء والفنانين يحجون إليه ...يستلهمون الأفكار والأشعار...وطالما ظل هذا المكان وأمثاله منبرا للكلمة والمعني ....
من خلف زجاج الشرفة رأيت النيل يجري ..وهو يرنو إلي النافذة التي أقف خلفها ..وكأنه يبحث عن وجه ضائع وسط الزحام ..فلا يجد ما يبحث عنه إلا في هذا المكان ....
" يا بني انت روحت فين؟؟؟ " رن صوت عم أمين في أذني فأعادني إلي عالم الواقع " ...تعالي... الندوة هتبتدي ......الاستاذ محمد ابراهيم أبوسنه والاستاذ فاروق شوشة بقالهم نصف ساعة منتظرين ...والناس كلها دخلت إلا أنا وإنت ..بالمناسبة الدكتور يسري العزب هو اللي هيدير الندوة وطلب مني إني أقدمك النهاردة ...يعني عايزك تركز وتقول من قلبك ...ووووو " وأخذ يتكلم وأنا ما زلت في عالم آخر نعم أنا لم أكن أحلم ...أنا في بيت أمير الشعراء " أحمد شوقي " نعم أنا في "كرمة ابن هانئ "
أما ما حدث في الندوة في ذلك اليوم ..أو ما حدث في زيارات لم تنقطع بعد ذلك ...فهذا حديث آخر
زائر- زائر
رد: كرمة ابن هانئ
رائع يا ابو ربيع
الشيخ محمود- مشـــــــــــــــــــــــــــــــرف
- عدد الرسائل : 1026
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 19/11/2007
رد: كرمة ابن هانئ
شايفين ........ سامعين .............. مش كان عندي حق اطالبه بالابداعات
تحياتي للباشمهندس وعلى فكرة انت كمان شوية وهتمسك باب الادب لانك فعلا احق واحد بيه
تحياتي للباشمهندس الشاعر محمد ربيع
والعائلة كلها
تحياتي للباشمهندس وعلى فكرة انت كمان شوية وهتمسك باب الادب لانك فعلا احق واحد بيه
تحياتي للباشمهندس الشاعر محمد ربيع
والعائلة كلها
رد: كرمة ابن هانئ
مين قال إن ده سؤال غبي ...
بالعكس ده سؤال مهم جدا ..
وعلي العموم علشان تعرف عم أمين أنصحك تقرأ
قصيدة اسمها "" حكاوي المصطبة والغيط ""
وأنا سبق ونشرتها في باب الشعر والشعراء
وبعدين قولي رأيك فيها وبعدين ممك أكلمك وأقولك مين عم أمين
بالعكس ده سؤال مهم جدا ..
وعلي العموم علشان تعرف عم أمين أنصحك تقرأ
قصيدة اسمها "" حكاوي المصطبة والغيط ""
وأنا سبق ونشرتها في باب الشعر والشعراء
وبعدين قولي رأيك فيها وبعدين ممك أكلمك وأقولك مين عم أمين
زائر- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى