مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التعريف بالأئمة الأربعة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الأحد 09 مارس 2008, 2:19 pm

التعريف بالأئمة الأربعة
أبى حنيفة ....مالك ....الشافعى ....أحمد


في التاريخ الاسلامى كان هناك فقهاء عاشوا بفقههم في القرن الثاني عشر الثامن الميلادي.
وحملوا في حياتهم وبعد مماتهم لقب: إمام من علماء عصرهم وتلاميذهم وعلماء الأجيال التالية...


لأنهم كانوا مجتهدين وأصحاب مناهج في الفقه الاسلامى.


وكانوا علماء يستنبطون الاحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية معتمدين في أسس هذا الاستنباط على فهمهم لنصوص القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والسنة المأثورة,


ففي التاريخ الاسلامى يوجد طريقان رئيسيان في الفقه الاسلامى هما:


طريق أهل السنة أو الجماعة


وطريق الشيعة العلويين


وفى كل من الطريقين كان أئمة وعلى رأس أئمة أهل السنة كان فقهاء أربعة عظام عاشوا كفقهاء أئمة هم :


- الإمام أبو حنيفة النعمان


- الإمام مالك بن أنس


- الإمام الشافعي


- الإمام احمد بن حنبل


وكانوا من جيل تابعي التابعين ... والتابعون هم من تبعوا صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعايشوهم حياة وعلماً، وتابعوا التابعين هم من لم يروا الصحابة... وعرفوا علم الصحابة من التابعين حين تتلمذوا على أيديهم.


وكل المتفقهين من الصحابة وتابعيهم كانوا يضعون لبنات أولى في صروح الفهم: لعلم القرآن، وعلوم الحديث، وآثار السنة، والسلف الصالح... ويستنبطون الأحكام الشرعية في ضوء فهمهم لنصوص القرآن والسنة... ويفتون فيما يستجد من الوقائع والحوادث بعد الفتوحات الإسلامية باستنباط الأحكام في ضوء نصوص القرآن والسنة بالرأي وبالقياس فيما عرف بفتاوى الصحابة وفتاوى التابعين.


الأئمة الأربعة المفقهون على جيل التابعين جمعوا هذه اللبنات وأضافوا إليها وساروا بها في طرائق أربعة:




طريق الرأي وإمامه "أبو حنيفة النعمان".


طريق أهل السنة وإمامه "مالك بن انس".


طريق يجمع بين هذين الطريقين هو طريق النقل والعقل معا وإمامه "الشافعي".


طريق الأتباع وإمامه "احمد بن حنبل" وهو طريق يقترب كثيرا من طريق الإمام مالك ويبتعد كثيرا عن طريق الإمام أبى حنيفة النعمان.


وبهؤلاء الأئمة الأربعة جمع الفقه المتناثر الأبواب والموضوعات في حقبتي الصحابة والتابعين وأضيف له الكثير ووضعت له الأسس والأصول ودونت فيه الكتب في أبواب وفصول وصار علما متعدد الدروب غنيا بثروته الفقيه والتشريعية في زمن لا يزيد عن مائة عام إلا قليلا وفى مدائن أربعة... بغداد والمدينة ومكة والقاهرة ففي هذه المدائن أو في إحداها نما فقه كل فقيه إمام وتفرع وتطور ثم انتشر في العالم الاسلامى وتفاوت انتشار فقه كل فقيه من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان في العبادات وفى المعاملات وفى القضاء.


والفقه معناه عند هؤلاء الأئمة هو العلم بالأحكام الشرعية المأخوذة من أدلتها التفصيلية ...وفى إطار هذا التخصيص كانت جهود أئمة الإسلام الأربعة وكانت اجتهادات هؤلاء الأئمة الفقهاء عن: أفعال المكلف وحكمها ودليلها في العبادات والمعاملات.


المرجع: من كتاب أئمة الإسلام الأربعة...لسليمان فياض


سيتبع هذا المقال دراسة مفصلة عن كل إمام من الأئمة الأربعة


عدل سابقا من قبل سارة في الأحد 09 مارس 2008, 7:56 pm عدل 1 مرات
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الأحد 09 مارس 2008, 2:21 pm

الإمام أبو حنيفة النعمان.........إمام أهل الرأى 1

مقدمة:
في رأي الشيخ الإمام محمد أبو زهرة أن تاريخ الفقه الإسلامي لم يعرف إماما في الفقه كثر مادحوه و كثُر ناقدوه مثل الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه لأنه كان فقيها مستقلا سلك في تفكيره الإجتهادي مسلكا مستقلا ...

و لكن تاريخ الفقه الإسلامي و بعد أن إستوت مذاهبه و مدارسه أنصف أبا حنيفة فقيه العراق من كيد معاصريه له، بين الناس، و عند السلطان، و من افتراء الكذب عليه بعد وداعه للدنيا.

وقال عنه معاصريه إن أبا حنيفة كان رجلا فقيها معروفا بالفقه، واسع المال، معروفاً بالأفضال علي كل من يطيف به، صبورا علي تعلم العلم بالليل و النهار، حسن الصوت، قليل الكلام حتى يُسأل عن شيء من الفقه... تفتح و يسيل كالوادي وتسمع له دويا و جهاره بالكلام .

و قال عنه معاصروه (مليح بن وكيع ) كان أبو حنيفة عظيم الأمانة و كان يؤثر رضا ربه ولو أخذته السيوف .

و أبو حنيفة وصفه معاصره تلميذه الورع التقي (عبد الله بن المبارك ) بأنه (مُخ العلم ).

و روي التاريخ عن الأمام مالك أن أبا حنيفة وضع ثلاثا و ثمانين ألف مسألة في الفقه الإسلامي، منها ثماني و ثلاثون ألف مسألة ( هي) أصل في العبادات... و خمس و أربعون ألف مسألة (هي) أصل في المعاملات .

هذا هو الأمام ((أبو حنيفة النعمان )) الذي منحته الأجيال لقب ((الإمام الأعظم )) فكيف عاش أو كيف كانت نظرته في فقه الإسلام ... ؟

ولد أبو حنيفة النعمان في سنة 80 من الهجرة النبوية، بالكوفة أبوه فارسي النسب إسمه- ثابت بن زوطي – كان جده زوطي من أهل كابل و هي مدينة بأفغانستان التي كانت تابعة لفارس و قد أُسر جده عند فتح العرب لبلاد فارس ثم أسلم و أُعتق ثم ولد أبو حنيفة النعمان حراً ومن قبله ولد أبوه حراً .

إذن كان أبو حنيفة من الموالي (غير العرب ) و الموالي في زمانه كانوا هم حملة الفقه و لهذه الظاهرة أسباب:

فالعرب في عصر الدولة الأموية كانت لهم السيادة و السلطان و كان عليهم الحرب و النزال فشُغلوا عن الدرس و البحث ... و تقدم الموالي حيث كانوا ينتسبون إلي أمم عريقة ذات ثقافات و علوم و بفقدانهم سلطانهم في بلادهم فقد لجأوا إلي العلم و المعرفة... يدفعهم في ذلك حرمانهم للوصول إلي الكمال و بلغوا في العلم و سيطروا به علي الفكر العربي الإسلامي تاركين للعرب الغُلب المادي و كان أبو حنيفة النعمان واحداً من الموالي .

و بالكوفة نشأ أبو حنيفة و بها تربي في بيت أبيه تاجر الحرير، الموسر، و المسلم الحسن الإسلام ، و كان أبوه ثابت قد التقي و هو صغير بالكوفة بالإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه و رأي ثابت أباه زوطي و قد و ضع الإمام علي رضي الله عنه كفه علي رأس أبيه و دعا له بالبركة فيه و في ذريته .
و في سن الصبا حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم و اخذ قراءته للقرآن عن عاصم احد القراء السبعة... و أشع عقله في مجتمع يعيش فيه العرب و السريان و الفرس وأبناء خراسان و بلاد ما وراء النهر و تلتقي فيه فلسفة اليونان بحكمة الفرس و تتحاور فيه في العقائد مذاهب النصرانية و أراء الشيعة و الخوارج و المعتزلة ولقد راح ابو حنيفة يُجادل دفاعا عن الإسلام مع المجادلين و ينازل أصحاب الأهواء بفطرته السليمة المستقيمة .

و في سن الصبا و إلي سن الثانية و العشرين من عمره كان ابو حنيفة النعمان يشتغل بتجارة الحرير مثل أبيه ... و بجانب ذلك كان يحضر حلقات العلم في المسجد في بعض الأحيان النادرة مثل عامة المسلمين إلي أن إستوقفه يوما الفقيه (إبراهيم الشعبي ) و قد رأي فيه ذكاء و لمح وراء ذكاءه عقلا علميا و قد نصحه الفقيه بقوله (لا تغفل و عليك بالنظر في العلم و مُجالسة العلماء فاني أري فيك يقظة و حركة ) .

و وقعت نصيحة الشعبي موقعا طيبا من قلب أبي حنيفة و ترك أمر متجره إلي شريكه و اكتفي بمراجعته و الإشراف علي عمله من خلال ذلك الشريك و يفرغ جل وقته للتردد علي حلقات العلم... كان عُمر أبو حنيفة النعمان حين جلس إلي أستاذه حماد بن سليمان في مسجد الكوفة إثنين و عشرين عاما و قد عرف قدراً من النحو و الأدب و الشعر والحديث و قدراً اكبر في علم الكلام و استفاد بعد أن صار فقيها من قدرة علماء الكلام في المناقشة و الحوار و الجدل و ضرب المتشابهات في القياس... عليماً في فهمه لأصول الدين، و مجادلته لأهل الفرق حين يدخلون عليه مسجد الكوفة و هو منصرف إلي الفقه ابتغاء إحراجه و تكفيره في أصول الإعتقاد ولزم أبو حنيفة أستاذه حماد ملازمة تامة حتى مات بعد ثماني عشر سنة.

و مع ملازمة أبي حنيفة لحماد فقد جلس إلي غيره من الفقهاء و المحدثين و خصوصا التابعين الذين اتصلوا بالصحابة و كانوا ممتازين في الفقه و الاجتهاد فتلقي عنهم فقه عمر بن الخطاب و فقه عبد الله بن مسعود و فقه عبد الله بن عباس تلقاه عن أصحابهم من العرب و الموالي .

وكان أبو حنيفة كثير الرحلة إلي بيت الله الحرام حاجاً و لذلك كان يلتقي في مكة و المدينة بالعلماء و منهم كثيرون من التابعين و كان لقاؤه بهم لقاءً علميا يروي عنهم الأحاديث و يذاكرهم الفقه و يدارسهم ما عنده من طرائف وكانوا من مدارس مختلفة .

و لما توفي حماد أستاذ أبي حنيفة عام 120 هـ و كان أبو حنيفة في سن الأربعين وإثر وفاته أجلسه تلاميذ حماد و رفاقه في مجلس شيخه و شيخهم بمسجد الكوفة، و راح أبو حنيفة يدارس تلاميذه من الرفاق السابقين و القادمين الجدد ما يعرض له ولهم من فتاوي فقد كان يؤثر مشاركة الغير له في البحث عن الحق ويقيس الأشياء بأشباهها، و الأمثال بأمثالها، بعقل قوي و منطق سديد حتى وضع بهم و معهم الطريقة الفقهية التي اشتق منها المذهب الحنفي طريقة القياس و الرأي .
لم يكد ابو حنيفة النعمان يجلس في مجلس شيخه حماد بمسجد الكوفة فقيها مفتيا حتى قامت ثورات العلويين ضد الأمويين و كانت عواطف أبي حنيفة كإنسان و فقيه مع العلويين المضطهدين من بني أمية و استغرقت هذه الثورات عشر سنوات عاني فيها العلويين من الأمويين العذاب و تكبد فيها الأمويين من العلويين المشاق و كانت ثورات يؤازرها العلماء و الفقهاء في السر بالمال و في العلن بالتأييد، و اشتدت الفتن و نال أبو حنيفة قسطا من الظلم وسُجن و جُلد ثم أفرج عنه و أعد نفسه و أهل بيته ودوابه للرحيل لسفر طويل ليلا إلي مكة و كان هروبه في سنة 130 هـ .

أقام أبو حنيفة بمكة ست سنوات و لحق به تلاميذه الحريصون علي علمه و الأخذ عنه ولم يستقر أبو حنيفة في الكوفة إلا في زمن أبي جعفر المنصور سنة136 هـ حين استقرت الأحوال بالعراق .

في عهد الخليفة المنصور صار أبو حنيفة عزيزا عليه، يدنيه منه و يعلي مكانته عنده و يرفع قدره في مجلسه، ويحاول بين حين و أخر أن يعطيه العطايا الجزيلة و لكن أبا حنيفة لم يكن يري أن يقبل الفقهاء هدايا الخلفاء و لذلك كان يرد عطاء المنصور و هداياه في رفق و حيلة سواء جاءت من المنصور بطريق مباشراً أو غير مباشر .

و انتهت أيام الصفو بين أبي حنيفة و المنصور حين سجن المنصور عبد الله العلوي.

و ظهرت تباشير هذه النهاية في الكلام القليل الناقم علي العباسيين الذي كان يخرج من شفتي أبي حنيفة بين الحين و الحين و يكشف عن ولائه لأبناء علي بن أبي طالب خاصة .

شخصية الفقيه :

توصف شخصية الفقيه بصفات تجعله في الذروة بين العلماء فقد كان من طراز الرجال الذين يسيطرون علي مشاعرهم ممن لاتعبث بهم الكلمات العارضة ولا تبعدهم عن الحق العبارات النابية.

وأية ضبط أبي حنيفة لنفسه و سيطرته علي مشاعره أن حية سقطت في حجره و هو جالس في مسجد الكوفة فتفرق الناس لسقوطها من حوله و لكنه استمر في حديثه و نحاها بيده و كأنها ليست حية بها سم زعاف .

وآية سيطرته علي مشاعره انه كان يناقش مسألة أفتي فيها واعظ العراق الحسن البصري فقال أبو حنيفة:

"أخطأ الحسن ".

فانبري له رجل من بين الجالسين قائلا له في تعصب:

أأنت تقول أخطأ الحسن يا ابن الزانية ؟

ولم يتغير وجه أبي حنيفة و لم يؤاخذ الرجل علي حدته و قال مؤكدا في هدوء :

والله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود.

ثم قال أبو حنيفة :

اللهم من ضاق بنا صدره فأن قلوبنا تتسع له.

و كان أبو حنيفة مستقلا في تفكيره فلم يكن يأخذ بفكره غيره إلا بعد أن يعرضها علي عقله... و لم يكن يخضع عقله كفقيه إلا لنص من كتاب أو سنة أو فتوي مجمع عليها من الصحابة.

عاش أبو حنيفة في عصرين كانت البلاد الإسلامية تموج فيهما بمسائل في الفكر الديني عقيدة و فقها و سياسة و علما وحياة اجتماعية... تموج بحضارات أمم و علومها و بشعوب مختلفة العادات والتقاليد و الأعراف و بفتن الصراع الديني بين السنة و الشيعة و الخوارج و الصراع الاجتماعي بين الأمويين و العلويين والعباسيين ثم بين العباسيين و العلويين و بعقائد هؤلاء و هؤلاء و سياستهم و بفقه هؤلاء و هؤلاء يتوقف الفقه هنا عند آراء السلف و يتجدد هناك عند أهل الرأي.

و كان علي" أبي حنيفة" أن يتمثل حصاد ذلك كله خاصة ما يتصل بالفقه الإسلامي عند أهل الحديث و عند أهل الرأي فلسوف يكون فقيها مفتيا، و الإفتاء في الفقه مرحلة عليا لا ينالها إلا الصابرون في طلب العلم و لايبلغها إلا من أحاط علما بحياة الناس و سياسة الناس و معتقداتهم.

و فقه أبي حنيفة بالعراق يعتمد علي مصادر من الكتاب و السنة وفقه الصحابة و القياس و الاستحسان و العُرف علي حين كان معاصره الإمام (مالك بن أنس ) يأخذ بالكتاب و السنة و فقه الصحابة و عمل أهل المدينة و القياس والاستحسان و المصالح المرسلة.

و لقد أُتهم أبو حنيفة في حياته و بعد وفاته بمخالفة السنة و لقد نفي أبو حنيفة عن نفسه هذه التهمة و يقول (إنا نأخذ أولا بكتاب الله ثم السنة ثم بأقضية الصحابة و نعمل بما يتفقون عليه فان اختلفوا قسنا حكماً علي حكم بجامع العلة بين المسألتين حتى يتضح المعني ) .

و فقه أبي حنيفة كان يميل إلي إطلاق الحرية الشخصية في الملك و المال و الوقف وولاية المرأة لأمر زواجها بنفسها بشرط الكفاءة.

و فقه أبي حنيفة به فروع تكشف عن عقليته كتاجر خبير بالأسواق يُقسم وقته بين التجارة و الفقه و العبادة قسمة عادلة في أخذه بالاستحسان في المعاملات و في عنايته بأحكام عقود البيوع علي أساس من الأمانة و حفظ الحقوق .

عاش أبو حنيفة خمسين سنة من حياته في العصر الأموي، و عشرين سنة في العصر العباسي لم يتوقف طوالها عن الإشتغال بالتجارة منذ أن شب عن الطوق إلي أن لقي وجه ربه .

لم يكتب أبو حنيفة أقواله الفقهية بيده بل قام بتدوينه تلاميذه و كانوا يقرأون عليه أقواله في الفروع و يبوبوها في كتب و يضيفون إليها في مؤلفاتهم و أقوالهم في الفقه الحنفي .

و من تلاميذ أبي حنيفة كان أبو يوسف و محمد بن الحسن الشيباني و علي الرازي و غيرهم كانوا من فرسان الفقه الحنفي في الطبقة الأولي من العلماء الأحناف .

و بعد رحيل أبي حنيفة عن الدنيا اكتسب مذهبه نفوذاً في الدولة العباسية من وقت أن صار تلميذه أبو يوسف قاضياً للقضاة في عهود الخلفاء العباسين ( المهدي – الهادي – الرشيد ) و شاع في أكثر البقاع الإسلامية في مصر و الشام و بلاد الروم و العراق و ما وراء النهر و في الهند و الصين حيث لا منافس له و لا مز احم .

و قد بدأ مذهب أبي حنيفة يكتسب نفوذه في أول أمره بسبب اختيار الخلفاء للقضاة من أئمته
و المجتهدين فيه ثم تجاوز هذا النفوذ الرسمي له بنشاط علمائه فيه و عملهم علي نشره.

ولنا عودة لإستكمال هذه المناظرة إن شاء الله تعالى

تقبلوا فائق تقديرى واحترامى
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الثلاثاء 11 مارس 2008, 1:41 pm

الإمام مالك بن أنس... إمام دار الهجرة2


ـ النشأة والتعليم:


ـ هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن عامر بن أبي عامر الأصبحي ينتهي نسبة إلى ملوك حمير باليمن، ولد سنة 93هـ على الأرجح بالمدينة النبوية وبها نشأ وترعرع ولم يكن لأبيه ذكر في العلم وطلبه؛ لأنه كان مقعدًا يحترف صناعة النبل للسهام، أما مالك فلم يعرف عملاً ولا تجارة ولا سعى لسفر أو صناعة إنما كان همه الأوحد طلب العلم ورواية الحديث وفناء الوقت في ذلك وتتلمذ على يد أكابر العلماء في وقته وسمع من تسعمائة شيخ الحديث؛ ثلاثمائة من التابعين وستمائة من تابعيهم، ومن أشهر مشايخه الزهري وربيعة الرأي وأبو الزناد وعبد الرحمن بن القاسم ويحيى بن سعيد وعامر بن عبد الله ولكن تأثر مالك بشيخين له أشد التأثير أولهما أبو بكر بن يزيد المعروف بابني هرمز توفي سنة 148هـ، وكان ابن هرمز يخص مالكًا بالدرس والشرح ويحدثه بخاص الأمور مما لا يحدث به سواه وكان ابن هرمز ممن شارك في حركة النفس الزكية وكان ممن يترحم على أيام حكم الخلافة الراشدة، وثانيهما هو جعفر الصادق من أئمة آل البيت وهو الإمام السادس عند الشيعة الاثني عشرية وقد تلقى منه مالك الكثير من روايات آل البيت وأخبارهم.


ـ ظل مالك فترة طويلة يتلقى فيها العلم ويروي الحديث ويسمعه من العلماء والمشايخ حتى وصل لمرحلة النضوج العلمي والفكري وكان لا يجيب على فتوى حتى حثه شيخه ربيعة الرأي على ذلك وأمره به، وقد رأى له بعض إخوانه رؤيا جعلته ينطلق في سماء العلم كالنجم الثاقب ومفاد هذه الرؤيا 'أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجده وقد اجتمع عليه الناس فقال لهم: إني قد خبأت لكم تحت منبري طيبًا وأمرت مالكًا أن يفرقه عليكم فانصرف الناس وهم يقولون: إذًا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم'.

ـ تأليف الموطأ:


ـ بعد أن اجتمع عند الإمام مالك حصيلة علمية ضخمة من حديث رسول الله قرر أن يقوم بجمع كتاب يحتوي في أبوابه صحاح الأحاديث والقضايا العمرية ـ نسبة إلى عمر بن الخطاب ـ وعمل أهل المدينة وذلك كله في أبواب الفقه، فقيل لمالك شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شركك فيه الناس وعملوا أمثاله فقال: ائتوني بما عملوا فلما نظر فيها قال كلمته الشهيرة: 'لتعلمن أنه لا يرتفع إلا ما أريد به وجه الله تعالى' فيقول أهل العلم: فكأنما ألقيت تلك الكتاب بالآبار وما سمعت لشيء منها بعد ذلك بذكر ولم يبق إلا موطأ مالك، وقد سماه الموطأ لأنه على علماء المدينة فكلهم واطأه عليه فسماه الموطأ.

وقد احتفى أهل العلم بهذا الموطأ أيما احتفاء، فهذا الإمام الشافعي يقول: وما ظهر على الأرض كتب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وقال البخاري: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر وقد سماها السلسلة الذهبية.
وقد اعتنى العلماء بهذا الموطأ كما لم يعتنوا بكتاب حديث وعلم مثله وله شروح كثيرة قديمًا وحديثًا ورواه عنه كبار العلماء منهم الشافعي وأحمد بن حنبل ومحمد بن الحسن الشيباني وجم غفير من أهل الأمصار المدينة ومكة ومصر والعراق والمغرب والأندلس وتونس والقيروان والشام، والموطأ مخرج في الكتب الستة للحديث لذلك يعلق الشنقيطي رحمه الله على ذلك قائلاً: ومن هنا يعلم بالضرورة أن أصحاب كتب الحديث المعتبرة كلهم على مالك وأصحابه وهو شيخ الجميع. وقال الشيخ ولي الدين الدهلوي: إن الموطأ عدة مذهب مالك وأساسه وعمدة مذهب الشافعي وأحمد ورأسه ومصباح مذهب أبي حنيفة وصاحبيه ونبراسه وهذه المذاهب بالنسبة للموطأ كالشروح على المتون وهو منها بمنزلة الدوحة من الغصون.ـ وقد أراد بعض خلفاء بني العباس وبترجيح الروايات هو الخليفة المهدي أن يحمل الناس في مختلف الأمصار على مذهب مالك وكتاب الموطأ فلا يخالفوه، فكان جواب الإمام مالك يدل على مدى فقه وروعه إذ قال له: 'يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا, فإن الناس قد سبقت إليه أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات, وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم, وإنَّ ردهم عما اعتقدوه شديد, فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل بلد لأنفسهم'. فأين المتعصبون والحزبيون من هذا الكلام الذهبي.

ـ عنايته وتوقيره للحديث


كان الإمام مالك شديد العناية والتحري لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد بلغت عنايته بالحديث أنه ألف الموطأ في أربعين سنة ينظر في كل سنة في كتابه ويسقط منه أي حديث يشك فيه، وكان رحمه الله شديد التحري في أمر الرجال وكان يقول: 'إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أساطين المسجد فما أخذت عنهم شيئًا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان أمينًا إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن' فلا غرو إذًا أن رأينا القدماء أنفسهم يثقون برواية مالك للحديث ثقة تامة ويصفونه بـ'الرواية الكاملة' حتى قدموه على شيوخه أنفسهم فقد كان مالك يفتي مع يحيى بن سعيد وربيعة ونافع الذي كان يلقب بفقيه المدينة.

ـ وكان مالك إذا أراد أن يحدث بالحديث توضأ وتزين وسرح لحيته وتعطر وجلس على هيئة التشهد في هيبة ووقار وكأن مجلسه كأن مجلس موتى من شدة السكون ومن شدة إجلاله للحديث وإجلال الناس له حتى أن تلميذه الشافعي كان يقول: ما هبت أحدًا قط هيبتي مالك بن أنس حين نظرت إليه،
ـ عقيدته:

ـ كان مالك رحمه الله من أئمة المسلمين الكبار في السنة والعقيدة الصحيحة النقية وقد عاصر مالك رحمه الله الفترة التي شاهدت تطورًا كبيرًا في الدراسات الدينية بفضل حركات الترجمة ودخول الأعاجم الإسلام بموروثاتهم السابقة مما أدى لظهور البدع والفرق الضالة في آخر عهد الأمويين وأوائل العباسيين مثل المعتزلة والقدرية والجهمية والزنادقة والإباحيين، ولكن بيئة الحجاز كانت في معزل عن هذا الانحراف والضلال وتصدى الإمام مالك لهؤلاء الضالين وفند شبههم وأبطل حججهم حتى صار مالك إمام مدرسة الأثر والنقل.ـ وكان له رحمه الله كلمات مشهورة وردود قوية على الفرق الضالة من أهل الكلام وغيرهم مثال كلمته الشهيرة من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب'.

ورده الأشهر على المؤول عندما سئل عن صفة الاستواء 'الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الخبر وعليه التصديق'.

ـ محنته:

ـ كشأن أي عالم رباني وإمام للمسلين لابد أن يتعرض الإمام مالك للامتحان والابتلاء وهذا حكم لازم لأهل العلم الصادقين المخلصين لتتكامل محاسنهم وتصفو حسناتهم وليكونوا للناس قدوة، فلقد ضرب أبا حنيفة وسجن ليتولى القضاء فرفض وثبت حتى مات في سجنه، وضرب الشافعي بسبب وشاية ظالمة ونال أحمد بن حنبل القسط الأوفر في محنته خلق القرآن، أما صاحبنا رحمه الله فقد ضربه أبو جعفر المنصور وجلده بالسياط حتى خلع كتفيه بسبب فتواه الشهيرة بعدم وقوع طلاق المكره وإصرار مالك على عدم التراجع عن هذه الفتوى.ـ ولعل البعض يتعجب فيقول وما شأن خليفة بفتوى في الطلاق؟ ولكن العجب يزول عندما نعرف أن هذه الفتوى كانت أيام حركة النفس الزكية ثورة المدينة والبصرة وقد رأى فيها أبو جعفر المنصور المسوغ الشرعي لنكص الناس عن بيعتهم للمنصور بدعوى أنهم مكرهين عليها وقد ربط المنصور بين تعلم مالك على يد جعفر الصادق من أئمة أهل البيت وبين هذه الفتوى وثورة المدينة.

ـ وفاته:

ـ لقد عمر الإمام مالك رحمه الله مدة طويلة وعاصر الدولتين الأموية والعباسية وارتفعت مكانته بين الناس وعند الخلفاء حتى أنه كان يأمر وينهى ويعاقب كأنه السلطان ولا يجرؤ أحد على مخالفته وانتشر مذهبه بالحجاز ومصر والمغرب. والأندلس وانقرض مذهبه من الحجاز ومصر ومازال قائمًا لوقتنا الحاضر بالمغرب كله حتى أنه من النادر أن تجد من بين المغاربة من يتمذهب لغير مالك.


ـ وفي ليلة 14 صفر سنة 179هـ قضى الإمام مالك نحبه بعد حياة مديدة حافلة بالعلم والحديث وكان آخر كلامه عند موته 'أشهد أن لا إله إلا الله لله الأمر من قبل ومن بعد'.

فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.
ولنا عودة لإستكمال هذه المناظرة إن شاء الله تعالى

تقبلوا فائق تقديرى واحترامى
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الجمعة 14 مارس 2008, 3:38 pm

الإمام الشافعي في وضع علم "أصول الفقه" 3
الإمام الشافعي له أثر فيما يتعلق بتكوين العلم الاسلامى...ولما كان وصف الأثر العلمي للإمام يستدعى تصوير شخصيته التي صدر عنها هذا الأثر نتحدث عن قسمين
ما يتعلق بالشافعى في خاصة نفسه من نشأته وسيرته.
ما يتعلق بأثر الشافعي في وضع علم (أصول الفقه).
أولا: نشأة الشافعي وسيرته
إن الفقيه الشافعي رضي الله عنه هو: "محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانه
يجتمع مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في عبد مناف بن قصي ...
والنبى(صلى الله عليه وسلم) "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناففالنبي (صلى الله عليه وسلم) هاشمي والشافعي مطلبي وهاشم والمطلب إخوان ابنا عبد مناف
منشأه رضي الله عنه
خرج والد الشافعي رضي الله عنه من المدينة مهاجراً يفر من الظلم أو الفقر أو كليهما وأقام في غزة زمنا مع زوجة... وولد الشافعي سنة 15 هـ وبعد ولادته رضي الله عنه بقليل توفى والده... وفى نفس عام مولده توفى أبو حنيفة كما ذكر بن حجر وغيره وبمناسبة ذلك التوقيت هناك مزحة بين أصحاب الشافعية وأصحاب الحنفية. فأصحاب الحنفية يقولون "كان إمامكم مخفيا حتى ذهب إمامنا". وأصحاب الشافعية يردون بقولهم "لما ظهر إمامنا هرب إمامكم". وهكذا يمزح المتفقهونوأرجح الروايات تقول إن أم الشافعي هي "فاطمة بنت عبد الله المحض بن الحسن المثني بن الحسن بن على" وهذه السيدة التي يختلفون في نسبها ويختلفون في اسمها هي التي كفلت طفلها يتيما غريبا فقيرا ولم تزل ترعاه بعنايتها وتتولاه بهديها حتى أصبح بين المسلمين إماما
وعندما بلغ الشافعي سنتين حملته أمه إلى مكة لينشأ بين قومه في قريش وذكر إن الشافعي رضي الله عنه كان في أول الزمان فقيرا، كان منزله بمكة في شعب الخيفوتعلم القرآن كله لسبع سنين – وقيل لما ختم القرآن دخل المسجد ليجالس العلماءوكان الشافعي يجيد حفظ القرآن وتدبره ويكثر من تلاوته وكان يختم القرآن في كل شهر ثلاثون ختمة وفى شهر رمضان ستين ختمة – ختمة بالليل وختمة بالنهارويروى أنه كان يقرئ للناس في المسجد الحرام وهو ابن ثلاث عشر سنة وكان حسن الصوت في القراءة


صفاته
نعت أحدهم الشافعي لبعض ملوك الشام بأنه كان رضي الله عنه طويلا سائل الخدين – قليل لحم الوجه – طويل العنق – طويل القصب – اسمر – خفيف العارضين – يخضب لحيته بالحناء الحمراء القانية – حسن الصوت – عظيم العقل – حسن الوجه – حسن الخلق – مهيبا – فصيحا – من أذرب الناس لساناً إذا اخرج لسانه بلغ أنفه
وبسبب حسن وجه وحسن خُلقه أحبه أهل مصر من الفقراء والنبلاء والأعيان ووصفوه أهل مصر بقولهم " قدم رجل من قريش وشاهدناه وهو يصلى فما رأينا أحسن صلاة منه ولا أحسن وجها وعندما يتكلم ما رأينا أحسن كلاما منه فافتتنا به
وكان إذا تكلم كأن صوته جرس من حسنه. وقال بعضهم إذا كنا نريد البكاء "يقولون بنا نذهب إلى هذا الفتى المطلبى" الذي يقرا القرآن فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى يتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته...فإذا رأى ذلك أمسك...وكان الشافعي واسع العلم بالتفسير حتى قيل عنه انه إذا اخذ في التفسير كأنه شاهد التنزيل
ويظهر أن الشافعي كان يعرف جياد الخيل ولعله كان من فرسانها وكان الشافعي متأثرا في خلقه بالرياضة البدنية التي شغف بها منذ الصغر فكان جسمه جسم رياضيين وكان خلقه خلق الرياضيين
وكان لديه منذ طفولته نهم في شيئين: في الرمي وطلب العلم. تزوج الشافعي "حميدة" بنت نافع بن عنبسه بن عمرو بن عثمان بن عفان. فولدت له "أبا عثمان محمدا" وكان قاضيا لمدينه حلب "فاطمة وزينب".
ثانيا: ما يتعلق بأثر الشافعي في وضع علم "أصول الفقه
قال الشافعي يقول الرازي اعلم أن المتقدمين من أئمة اللغة والمتأخرين منهم اعترفوا للشافعي بالتقدم في علم اللغة واقروا له بكمال الفصاحة
تفقه الشافعي أول أمره على مسلم بن خالد الزنجي مفتى مكة وبعدها قال مسلم للشافعي "أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتى وكان الشافعي حينئذ دون عشرين سنة
ثم رحل الشافعي إلى المدينة ليطلب العلم على "مالك بن أنس" فقرأ الموطأ على مالك بعد أن حفظه عن ظهر قلب في مدة يسيرة وأقام بالمدينة إلى أن توفى مالك... تلقى الشافعي في المدينة عن غير مالك كإبراهيم بن أبى يحي...وخرج الشافعي إلى اليمن بعد موت مالك
قال الشافعي: لما مات مالك كنت فقيرا فاتفق أن والى اليمن قَدم المدينة فكلمه بعضهم أن اصحبه لليمن وذهبت معه واستعملني في أعمال كثيرة وكاد الشافعي يُشغل بهذا العمل عن العلم وانتبه لهذا
ثم بعد اليمن قدم الشافعي إلى بغداد فأقام سنتين واشتغل بالتدريس والتأليف ومن أشهر كتبه كتاب الحجة واشتهر الشافعي في العراق- رحمه الله- وسار ذكره في الأفاق واعترف بفضله الموافقون والمخالفون واستفاد منه الصغار والكبار من الأئمة والأحبار من أهل الحديث والفقه... ورجع كثير منهم عن مذاهب كانوا عليها إلى مذهبهومن أاخذ عنهم الشافعي في العراق (وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاس ابو سفيان الكوفي الحافظ)، وحماد بن أسامة الهاشمي الكوفي وغيرهم
الشافعي بين أهل الرأي وأهل الحديث
ولكى نفهم هذا لابد أن نذكر الفقه من عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى عهد الشافعي كان التشريع في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يقوم على الوحي من الكتاب والسنة وعلى الرأى من النبي ومن اهل النظر والاجتهاد من أصحابه بدون تنازع ولا شقاق بينهم
ومضى عهد النبي عليه الصلاة والسلام وجاء بعده عهد الخلفاء الراشدين ولم يكن يفتى منهم إلا حمله القرآن الذين كتبوه وقرأوه وفهموا وجوه دلالته وناسخه ومنسوخه وكانوا يسمون "بالقراء
ثم كان عصر بني أميه وتكاثر الممارسون للقراءة والكتابة من العرب ودخلت في دين الله أمم ليست أميه... هنالك استعمل لفظ العلم للدلالة على حفظ القرآن ورواية السنن والآثار وسمى أهل هذا الشأن "بالعلماء
واستعمل لفظ "الفقه" للدلالة على استنباط الأحكام " الشرعية وسمى أهل هذا الشأن "بالفقهاءولما انقرض عهد الصحابة انتقل أمر " الفُتيا والعلم بالأحكام" إلى الموالى إلا قليلا
وصارت كتابة العلم أمرا لازما... وجاء عهد العباسيين وشجع الخلفاء الحركة العلمية وأمدوها بسلطانهم فكان طبيعيا إن تنتعش العلوم الدينية في ظلهم
وفى صدر العهد العباسى انقسم الفقه إلى طريقتين
طريقة أهل الرأى والقياس وهم أهل العراق.
طريقة أهل الحديث وهم أهل الحجاز.
فلما أقام الشافعي في العراق زمنا غير قصير ودرس في كتب أهل الرأى وفى الوقت نفسه أن الشافعي كان متأثرا بمذهب أهل الحديثوبوضع الشافعي مذهبه القديم في بغداد كان في جل أمره ردا على مذهب أهل الرأي وكان قريبا إلى مذهب أهل الحديثوكان غرض الشافعي في وضع أصول الفقه إن يقرب الشقة بين أهل الرأي وأهل الحديث ويمهد للوحدة التي دعا إليها الإسلام
ثم خرج الشافعي إلى مكة وعاد إلى بغداد مرة أخرى وقام بها أشهرا ثم خرج إلى مصر في عام 198 هـويقال إن الشافعي رضي الله عنه قدم إلى مصر سنة 199 ـ في أول خلافه المأمون وكان سبب قدومه لمصر إن العباس بن عبد الله استصحبه فصحبه وكان العباس هذا خليفة لأبيه على مصر
وليس معنى ذلك أن الشافعي إنما خرج إلى مصر لمجرد الرغبة في مصاحبه الوالي فقد كان يتشوق إلى مصر من قبل
وإذا كان الشافعي قد خرج إلى مصر يلتمس نشر مذهبه فهو إنما أراد إن يلتمس لأرائه ميدانا جديدا بعد إن أدرك النصر في الحجاز والعراق
وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر وسار ذكره في البلدان وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي للأخذ عنه وسماع كتبه الجديدةثم خرج من مصر للعراق وأقام بها شهرا ثم عاد لمصر وأقام بها إلى أن مات سنة 204 هـ
وكان في آخر عمره عليلا شديد العلة في البواسير وبسببه أصيب بنزيف مستمر ومن أسباب موت الشافعي ما بذله من جهد عنيف في السنين الأربع التي أقامها بمصر ما بين التأليف والتدريس والمناظرة وسعيه في بث مذهبه و مدافعه كيد خصومهقال الربيع تلميذه: أقام الشافعي ههنا أربع سنين فأملى ألفا وخمسمائة ورقه، وخرج كتاب "الأم" ألفى ورقه وكتاب السنن وأشياء كثيرة كلها في مده أربع سنين وكان عليلا شديد العلةوكان يلازم الاشتغال بالتدريس والإفاده في جامع عمرو. وكان يجلس في حلقته إذا صلى الصبح فيجيئه أهل القرآن فيسألونه. فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه عن معانيه وتفسيره... فإذا ارتفعت الشمس قاموا واستوت الحلقة للمناظرة والمذاكرة فإذا ارتفع النهار تفرقوا وجاء أهل العربية والعروض والشعر والنحو حتى يقرب انتصاف النهار ثم ينصرف إلى منزله
وقد يكون هذا الجلوس المتوالي فى الجامع من أسباب ما أصيب به الإمام من مرض
الإمام الشافعى فى مصر
هبط الإمام الشافعي مصر ومعه تلميذه أبو بكر الحميدى وسأله بعض الأكابر أن ينزل عنده فقال: أريد أن أنزل عن أخوالي من الأزد (قبيلة أمه) فذلك درس في الوفاء تعلمه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إلى المدينة فنزل عند أخواله بني النجار
وبعد وفود الإمام إلى مصر تم التعارف بينه وبين السيدة نفيسة رضي الله عنها وتوثقت بينهما الصلات وقد ربط بينهما نزوع إلى خدمة العقيدة الإسلامية وحرصهما على رفع منارها كل بطريقته وأسلوبهوكانت دار السيدة كريمة الدارين بمثابة الجزيرة المطمئنة القائمة وسط بحر صاخب متلاطم الأمواج
وقد اعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط وفى طريق عودته إلى داره وفى غير ذلك من الأوقاتوكان من عادته إذا ذهب لزيارتها صحبه بعض أصحابه ومع جلال قدر الإمام الشافعي وعلو درجته فانه إذا ذهب إليها سألها الدعاء متلمسا بركاتهاوقد سمع منها أحاديث جدها المصطفى عليه السلام... وإذا أصابه مرض جعله يتخلف عن زيارتها أرسل رسولا من تلاميذه فيقرئها سلامة ويقول لها: "أن ابن عمك الشافعي مريض ويسألك الدعاء
فترفع بطرفها إلى السماء وتدعو له فلا يرجع رسوله إلا وقد عوفى الإمام من مرضه
ولما مرض مرضه الأخير أرسل لها على عادته يلتمس منها الدعاء فقالت للقاصد " متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم" وسأله الإمام الشافعي ماذا قالت له السيدة نفيسة رضي الله عنها فقال له ما قالت فعلم انه ميت وأوصى أن تصلى عليه فلما توفى سنة أربعة ومائتين مروا به على بيتها فصلت عليه مأمومةوكان الذي صلى بها إماما أبو يعقوب الويطى احد أصحابه رضي الله عنهوكان مرور جنازة الإمام الشافعي على بيتها بأمر "السري أمير مصر" لأنها سألته في ذلك إنفاذا لوصية الإمام الشافعي رضي الله عنه لأنها لم تتمكن من الخروج إلى جنازته لضعفها من كثرة العبادةوقد قال بعض الصالحين ممن حضر جنازته أن الله قد غفر لكل من صلى على الشافعي بالشافعي ... وغفر للشافعي بصلاة السيدة نفيسة عليه رضي الله عنهما
ومات الشافعي فقيرا ولم يبلغ من العمر أكثر من 54 سنة ودفن بالقرافة الصغرى بمصر رحم الله الشافعي ورضي عنه جاء ذكر الشافعي بعد وفاته في مجلس فقالت السيدة نفسية تمتدحه وتترحم عليه (رحم الله الشافعي فقد كان رجلا يحسن الوضوء) وقالت عنه أيضا "كان الإمام الشافعي صبورا بكل ما في الصبر من معنى يتلقى الشدائد بقلب ثابت ويسعى هادئا ليزيل ما ألم به معتمدا على الله حق الاعتماد ومتوكلا عليه حق التوكل ... شاكرا ما ابتلاه ضارعا أن يكشف عنه الضر مستبشراً باجر من عند الله بقدر ما يتحمل من آلام ويظل هكذا دون أدنى ضجر أو ملل حتى يزيل الله ما نزل به وحينئذ يصلى لله شاكرا فهو عند الابتلاء كان شكورا... وعند دفع الضر كان من الشاكرين
ولنا عودة لإستكمال هذه المناظرة إن شاء الله تعالى
تقبلوا فائق تقديرى واحترامى
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الإثنين 17 مارس 2008, 7:31 pm

نقدم لكم اليوم الإدراج الرابع والأخيرعن الإمام أحمد بن حنبل
قليل من الناس من ينال الخلود بعلمه وعقله وهو حي يسعى على قدمين ...
ففي حياة الإمام أحمد ذاع علمه واشتهرت مواقفه ويروى أن أحمد سعيد الرازي وهو أحد شيوخ الإمام احمد قال عنه - وهو شاب ( ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل).
وكان الإمام الشافعي أحد شيوخ الإمام أحمد وحين غادر الشافعي بغداد إلى مصر واستقر بها قال الشافعي لتلميذه حرملة المصري "خرجت من بغداد وما خلفت بها أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل".
حياة الإمــــــــام
عام 164هـ ولد أحمد بن حنبل بمدينه بغداد وكانت أمه حاملا به حين عادت من مدينة "مرو" بوسط آسيا إلى مدينة بغداد.
وأحمد بن حنبل عربي شيباني من جهتين معا: أبوه وأمه... وقبيلة شيبان التي ينتسب إليها
أحمد قبيلة ربعيه (نسبة إلى بني ربيعه) عدنانية وقبيلة شيبان كانت أبرز القبائل الربعية.
وكانت منازل شيبان بالبصرة بعد إنشاء عمر بن الخطاب لها سنة 16 هـ وكانت أسره أحمد
وأسرة أمه مقيمتين ببيداء البصرة.
وكان عبد الملك بن سوادة بن هند من رجلاً من وجوة شيبان، وجداً لأسرة أحمد ويستضيف قبائل العرب عندما ينزلون البصرة.
وكان لآل شيبان بالبصرة مسجد هو مسجد "مازن" ولقد اعتاد أحمد أن يصلى فيه كلما نزل إلى البصرة ويقول لمن يسأله إنه مسجد أبائى.
والجد الأقرب لأحمد هو "حنبل بن هلال" وكان هذا الجد قد انتقل بأسرته إلى خرسان حين صار واليا في العهد الأموى ولقد انضم هذا الجد إلى صفوف الداعين ضد بني أميه.
وأبو أحمد هو "محمد بن حنبل" وكان جنديا بالجيش العباسي ويقال إنه كان قائدا يرتدى زى الغزاة فيما وراء الحدود الإسلامية ولقد مات هذا الأب شابا وعمره ثلاثون سنة.
وعم أحمد كان من عيون الولاة في بغداد يرسل إليهم بالأخبار ليعلم بها الخليفة العباسي وكان أحمد يتورع وهو في صغره عن مشاركة عمه في عمله وكان عمه قد صار عليه وصيا إثر وفاه أبيه.
نشأ أحمد يتيما مثلما نشأ شيخه الشافعي يتيما... فلم ير أحمد أباه ولا جده وكان على أمه وأسرة أبيه القيام على تربيته. ولحسن حظ أحمد فقد كان له من ميراث أبيه ببغداد... منزل يسكنه مع أمه ومنزل آخر به حوانيت (دكاكين) يدر عليه عائدا يتيح له كفافا من العيش فاستغنى بهذا العائد عما في أيدى الناس ووجد المأوى.
ودفع أحمد يتمه وشرف نسبه وحرمانه من ترف العيش وقناعته ونزوعه للتقوى إلى أن يكون سامي النفس وأن يكرس مواهبه من ذكاء العقل إلى طلب العلم.
وحفظ أحمد القرآن الكريم ثم أخذ يتردد على الديوان ليتمرن على الكتابة والتحرير.
وكان أحمد وهو صبى صغير محل ثقة الرجال والنساء الذين ذهب أبناؤهم أو أخواتهم أو أباؤهم إلى ساحات القتال فقد كانوا يستكتبونه وهو لا يزال صغيرا ببغداد رسائل ذويهم المقاتلين فيكتبها لهم ويجيبون إليه بالردود فيقرأاها عليهم.
ومنذ الصبا كانت في أحمد رجولة وصبر وجد وقدرة على احتمال ما يكره بروح من التقوى... ولقد دفعت هذه الروح (الهيثم بن جميل) إلى أن يقول عن أحمد "إن عاش هذا الفتى فسيكون حجه على أهل زمانه".
وفى بغداد اتجه أحمد إلى طلب العلم وكانت بغداد آنذاك منارة لعلوم الدين واللغة والرياضة والفلسفة والتصوف... واختار أحمد علم الحديث، وبه بدا ثم أردفه بطلب الفقه. وبدأت مسيره أحمد في طلب الحديث ببغداد بين عام 179 هـ، 186 هـ ثم توالت أسفاره في طلب الحديث خارج بغداد.
وكتب أحمد نحوا من ثلاثة آلاف حديث عن الحج وبعض التفسير وكتاب القضاء وكتبا أخرى صغيرة من كتب (أبواب) الحديث.
ولقد توالت رحلات أحمد في طلب الحديث خلال عمره وبينها خمس رحلات إلى البصرة وخمس رحلات إلى الحجاز... وفى أولى رحلاته إلى مكة التقى بالشافعي وعمره 24 سنة حين كان يؤدى فريضة الحج لأول مرة ماشيا على قدميه من بغداد إلى مكة.
وفى هذه الرحلات كان أحمد معنيا بتدوين كل ما يسمعه من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأثار أصحابه ولا يعتمد على ذاكرته وحدها.
وحين كان أحمد يحدث الناس بالحديث لم يكن يحدثهم من ذاكرته وحدها خشيه أن يضل وينسى وإنما كان يحدثهم بما كتبه ونقله حرصا على التقوى والدقة مع أنه كان كثير الحفظ قوى الذاكرة.
ومع تعلم أحمد للحديث سماعا وحفظا وتدوينا كان يتعلم الاستنباط والتحري وفهم النصوص وغاياتها ويطلب لقاء الفقهاء وكطلبه للقاء المحدثين... وكان الإمام الشافعي هو أشهر من التقى به أحمد وتعلم على يديه التخريج الفقهي وأصول الاستنباط للأحكام ومناهجه.
ولقد جمع ابن حنبل في رحلة حياته فتاوى أصحابه مع جمعه للأحاديث ومعانيها الفقهيه.... فالتقى بذلك الحديث والفقه معا في شخص أحمد بن حنبل ومسنده ومذهبه كإمام.
في سن الأربعين جلس أحمد بن حنبل للتحديث والفتوى بمساجد بغداد ومساجد المدائن الإسلامية التي يرتحل إليها في الوقت نفسه طلبا لمزيد من العلم... فكان في وقت واحد عالما وطالب علم.
وبدأ أحمد مجلسه العلمي كإمام في بغداد سنة 204 هـ وهى السنة التي توفى فيها الإمام الشافعي بالقاهرة فلم يستسغ احمد أن يجلس للتحديث والفتوى وبعض من شيوخه الكبار حي يحدث ويفتى.
ولم يحدْ احمد في مجالسه وحياته على السواء عن إتباع السنة فهو يفعل كل ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يفعله ولا يفعل ما لم يكن يفعله.
ولم يكتم أحمد طوال حياته عن احد علما ولا حديثا لأن الله تعالى نهى عن كتمان العلم.... ولأن الدين يوجب إفشاء أحاديث الرسول ونشرها.
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف سارة الإثنين 17 مارس 2008, 11:17 pm

بقية قصة الإمام أحمد بن حنبل


للدرس والإفتــــــاء

ف
قد كان الازدحام على درسه شديدا ولقد بلغ عدد المستمعين إلى درسه في المجلس الواحد خمسة آلاف.

ومجلس أحمد كان مجلسا يسوده الوقار والتواضع واطمئنان النفس… وطوال أربعين عاما لم يقل أحمد فيها أحاديث من ذاكرته إلا مائه حديث وإذا سئل في موضوع فقهي يضطر إلى استنباط حكم فيها لم يسمح لتلاميذه أن يدونوا استنباطه أو ينقلوه عنه وكان أبغض الأشياء لديه أن يرى فتوى له مكتوبة.
وقد عاش أحمد بن حنبل حياة فقيرة يؤثر خصاصة العيش على أن يكون ذا مال لا يعرف انه حلال… أو فيه منه العطاء، ويعمل بيديه ليكسب عيشه وينسخ كتابا أو يؤجر نفسه في عمل يعمله حين ينقطع به الطريق في سفر ولا مال معه مؤثرا العمل على أن يقبل عطاء من احد يعجز عن رده في زمن قريب.
كان أحمد إذن يؤثر تعب الجسم على تعب النفس ويؤثر أن تكون يده العليا ولا يأخذ عطاء ويفي بسداد ما اقترضه ويعانى مكاسب العيش لكي يكون حرا وهو إمام يشار إليه بالبنان.
كان الخليفة المأمون صاحبا للمعتزلة ومن بينهم اختار وزراءه وأصحابه وكان يقول مثلما يقولون… ومن بين ما يقولونه في مسائل العقائد في علم الكلام أن القرآن الكريم مخلوق ومحدث ولقد أراد المأمون من أحمد بن حنبل أن يؤيد هذا الكلام بأن القرآن مخلوق ومحدث فأبى أحمد ذلك القول وأصر على قوله بان القرآن كلام الله فكانت محنته محنة مدوية استمرت في عهد المأمون وفى عهدي المعتصم والواثق من بعده ومحنة لقي فيها العذاب وسجن وعذب في كل يوم طوال ثماني وعشرين شهرا كان أحمد يضرب بالسياط إلى أن يغمى عليه وحين يئس معذبوه رحموه وأطلقوا سراحه وأعادوه إلى بيته لا يقوى على السير وقد انتصر بتقاه وهزم أصحاب السياط.
ومنع أحمد بن حنبل من خروجه من بيته والصلاة في المسجد طوال خمس سنوات من سنة 225 هـ إلى سنة 232 هـ والى أن مات الخليفة الواثق.
وجاء المتوكل بعد الواثق فأوقف الاضطهاد وحارب الاعتزال وعندئذ عاد أحمد عزيزا مكرما إلى التدريس والتحديث في المسجد وفى غير المسجد.
تتلمذ أحمد بن حنبل على يد الشيخ "هشيم" وهو بخارى الأصل وقد لازمه أحمد نحوا من خمس سنوات إلى سن العشرين من عمره وفى هذه السنوات تكونت النواة الأولى في علم أحمد بالحديث.
أما الشيخ الثاني بعد وفاه "هشيم" هو الإمام "الشافعي" وقد التقى به أحمد في مكة وأعجب أحمد بعقل الشافعي الفقهي
وأخذ عنه "الفقه".
لم يكتب أحمد بن حنبل إلا الحديث.. ولم يكتب أحمد كتابا في الفقه يمكن أن يعد أصلا ومرجعا… ولكن له أبوابا متناثرة مكتوبة في الفقه فيها فهم للنصوص القرآنية والأحاديث وليس فيها رأى مبتدع ولا قياس… من هذه الأبواب رسالة في الصلاة ورسالتين في المناسك ورسالة كتبها إلى (إمام مسجد) صلى أحمد وراءه فأساء في صلاته… وكلها كتب حديث فى موضوعات فقهيه وفى مجال العبادات لا المعاملات.
ولأحمد رسائل أخرى يرد بها على الزنادقة والجهمية ويبين فيها مذهبه في فهم القرآن.

وكان مذهب أحمد من بعده قويا ووجد أرضا نما فيها بأمور ثلاثة: بأصوله وفتاويه وبالتخريج فيه وبرجاله من الحنابلة الذين أبقوا على باب الاجتهاد في المذهب الحنبلي مفتوحا.
وقد ترك أحمد للفقهاء جميعا حنابلة وغير حنابلة حصادا من نصوص الحديث والآثار وحصادا من فهمه لهذه النصوص يرتكز عليها ويلجأ إليها سائر الفقهاء عندما يفتون بالمصالح المرسلة وعندما يفتون بالقياس والرأى حين لا يجدون نصا من كتاب أو سنه.
وأتباع مذهب أحمد من العامة قليلون إلى يومنا لأنه كان آخر المذاهب الأربعة وجودا ولأن هؤلاء الأتباع صاروا
متعصبين بسبب المحنة الكبيرة التي نزلت بأحمد ولأنهم كانوا متشددين في التمسك بما جاء عن أحمد في الفروع الفقهية. ولأنهم بسبب هذا التعصب فرضوا أنفسهم محتسبين متزمتين على الخاصة والعامة والأسواق ولأن السلطان والناس حاربوه لتعصب معتنقيه من العامة.
وقد انتشر المذهب الحنبلي أول انتشاره في العراق ثم ضعف بالعراق بسبب فتن التعصب التي أثارها أتباعه ولم يظهر المذهب الحنبلي في مصر إلا في القرن السابع الهجري وبين قله قليلة… إلى أن انتشر في العصر الحاضر بين بلاد الحجاز وفى نجد التي اتبع فيها النجديون المذهب الوهابي وهو صدى لمذهب بن تيميه وهو بدوره صدى وامتداد للمذهب الحنبلي.

حُســـــن الخاتـــمة

ومرض الإمام وتسامع الناس من أطراف بغداد وضواحيها وما حولها بمرض الإمام فاقبلوا عليه يعودونه.
وأمر أولاده أن يوضئوه فجعلوا يوضئونه وأشار إليهم أن يخللوا أصابعه وهو آخذ في ذكر الله تعالى حتى إذا أكملوا وضوءه فاضت روحه.

كانت وفاته يوم الجمعة في الثاني عشر من ربيع الأول سنه إحدى وأربعين ومائتين... وله من العمر سبع وسبعون سنة.
وحضر غسله حوالي مائه من بيت الخلافة من بني هاشم وأخذوا يقبلون ما بين عينيه ويدعون له ويترحمون عليه.

وخرج بنعشه من الخلائق ما لا يحصى عددهم حتى قدرهم بعضهم بثمانمائة ألف من الرجال وستين ألفا من النساء وقيل
أكثر من ذلك.
وفى ذلك دليل على تقدير الناس له وحبهم إياه وحزنهم عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سارة
سارة
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرفة

انثى عدد الرسائل : 510
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف elzapaq السبت 22 مارس 2008, 9:49 am

الف شكر بس ياريت لو الكتاب ده عندك ممكن ترفعيه على اى موقع وابعت لى الرابط بعد اذنك يعنى
elzapaq
elzapaq
عضـــــــــــــــو

ذكر عدد الرسائل : 221
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

http://www.winstorm.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التعريف  بالأئمة الأربعة Empty رد: التعريف بالأئمة الأربعة

مُساهمة من طرف elzapaq السبت 22 مارس 2008, 10:18 am

تسمحى لى انزل موسوعة التاريخ الاسلامى هنا يا رب تنفع الناس
http://rapidshare.com/files/101418745/mawsoaat_tareikh_exe_01.zip.html
elzapaq
elzapaq
عضـــــــــــــــو

ذكر عدد الرسائل : 221
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 02/02/2008

http://www.winstorm.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى