مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شروط التوبه

اذهب الى الأسفل

شروط التوبه Empty شروط التوبه

مُساهمة من طرف الشيخ محمود الأحد 30 مارس 2008, 8:02 pm

كلمة التوبة كلمة عظيمة ، لها مدلولات عميقة ، لا كما يظنوها كثيرون ، ألفاظ باللسان ثم إستمرار على الذنب ، تأمل قوله تعالى ( وإن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) تجد أن التوبة هي أمر زائد على الإستغفار . ولأن الأمر العظيم لابد له من شروط ، فقد ذكر العلماء شروط للتوبة مأخوذة من الآيات والأحاديث . وهذا ذكر بعضها .

الأول : الإقلاع عن الذنب .

الثاني : الندم على ما فات .

الثالث : العزم على عدم العودة .

الرابع : إرجاع حقوق من ظلمهم ، أو طلب البراءة منهم .

وذكر بعض أهل العلم تفصيلات أخرى لشروط التوبة النصوح ، نسوقها مع بعض الأمثلة :

الأول : أن يكون ترك الذنب لله لالشيء آخر ، كعدم القدرة عليه أو على معاودته ، أو خوف كلام الناس مثلا .

* فلا يسمى تائبا من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس ، أو ربما طرد من وظيفته .

* ولا يسمى تائبا من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته ، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو لأنها تضعف جسمه وذاكرته .

* ولا يسمى تائبا من ترك السرقة لأنه لم يجد منفذا للبيت ، أو لم يستطع فتح الخزينة ، أو خشي الحارس أو الشرطي .

* ولا يسمى تائبا من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه .

* ولا يسمى تائبا من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ، كالكاذب إذا أصيب بشلل أو فقد نطقه ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه . بل لابد لمثل هذا من الندم ، والإقلاع عن تمنى المعصية أو التأسف على فواتها ولمثل هذا يقول صلى الله عليه وسلم : " الندم توبة " والله نزل العاجز المتمنى بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الدنيا لأربعة نفر ، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا ، فهذا بأفضل المنازل . وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما بسواء . وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما ، يخبط في ماله بغير علم ولا يتقى فيه ربه ، ولايصل فيه رحمه ، ولايعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل . وعبدا لم يرزقه الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لى مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء " .

الثاني : أن يستشعر قبح الذنب وضرره ، وهذا يعنى أن التوبة الصحيحة لايمكن معها الشعور باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية ، أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل . وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابية الداء والدواء والفوائد أضرار كثيرة للذنوب منها :

حرمان العلم – الوحشة في القلب – تعسير الأمور – حرمان الطاعة – قلة التوفيق – ضيق الصدر – تولد

السيئات – إعتياد الذنوب – لعنة البهائم له – لباس الذل – الطبع على القلب – منع إجابة الدعاء – الفساد في

البر والبحر – إنعدام الغيرة – ذهاب الحياء – نزول النقم – الرعب في القلب العاصي – الوقوع في أمر

الشيطان – سوء الخاتمة وعذاب الآخرة .

وهذه المعرفة من العبد لأضرار الذنوب بالكلية ، فإن بعض الناس قد يعدل عن معصية إلى معصية أخرى لأسباب منها :

1- أن يعتقد أن وزرها أخف .

2- لأن النفس تميل إليها أكثر ، والشهوة فيها أقوى .

3- لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها بخلاف المعصية التى تحتاج إلى إعداد وتجهيز ، أسبابها ليست حاضرة .

4- لأن قرناءه وخلطاءه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقه .

5- لأن الشخص قد تجعل له المعصية المعينة جاها ومكانة بين أصحابه فيعز عليه أن يفقد هذه المكانة فيستمر في المعصية ، كما يقع لبعض رؤساء عصابات الشر والفساد .

الثالث : أن يبادر العبد إلى التوبة ، ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة .

الرابع : أن يخشى على توبته من النقص ، ولايجزم بأنها قد قبلت ، فيركن إلى نفسه ويأمن مكر الله تعالى .

الخامس : إستدراك ما فات من حق الله إن كان ممكنا ، كإخراج الزكاة التي منعها في الماضي وكما فيها من حق للفقير كذلك .

السادس : أن يفارق موضع المعصية ، إذا كان وجوده فيه يوقعه بالمعصية مرة أخرى .

السابع : أن يفارق من أعانه على المعصية . والله يقول : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ، ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم ولا يستجريك الشيطان فيزين لك العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف لاتقاوم . وهناك حالات كثيرة رجع فيها أشخاص إلى المعصية بإعادة العلاقات مع قرناء الماضي .

الثامن : إتلاف المحرمات الموجودة عنده مثل المسكرات أو الصور أو الأفلام المحرمة والتماثيل ، وهكذا فينبغي تكسيرها وإتلافها أو إحراقها . ومسألة خلع التائب على عتبة الإستقامة جميع ملابس الجاهلية لابد من حصولها ، وكم من قصة كان فيها إبقاء هذه المحرمات عند التائبين سببا في نكوصهم ورجوعهم عن التوبة وضلالهم بعد الهدى ، نسأل الله الثبات .

التاسع : أن يختار من الرفقاء الصالحين من يعينه على نفسه ويكون بديلا عن رفقاء السوء ، ويملأ وقته بما يفيد حتى لايجد الشيطان فراغا ليذكره بالماضي .

العاشر : أن يعمد إلى البدن الذي رباه بالسحت فيصرف طاقته في طاعة الله ويتحرى الحلال حتى ينبت له لحم طيب .

الحادى عشر : أن تكون التوبة قبل الغرغرة ( الغرغرة هي : الصوت الذي يخرج من الحلق عند سحب الروح ) ، وقبل طلوع الشمس من مغربها . والمقصود أن تكون التوبة قبل القيامة الصغرى والكبرى . لقوله صلى الله عليه وسلم : " من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه " وقوله : " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه "
الشيخ محمود
الشيخ محمود
مشـــــــــــــــــــــــــــــــرف

ذكر عدد الرسائل : 1026
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 19/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى