مجلس قومي للرجال يرفع شعار: فلتسقط الستات

يبدو ان اننا مقبلون علي فتنة جديدة ليست هذه المرة بين عنصري الوطن الواحد بل هي حرب ذكورية نسائية..مواجهة من العيار الثقيل والخفيف وكل الاسلحة المشروعة والغير..
نزاع لا يبقي ولا يذر من المتوقع ان تشهد فصوله احداثا درامتيكية في المستقبل القريب بعد العاصفة الاخيرة التي فجرها ظهور ما اطلق عليه مؤسسوه المجلس القومي للرجال لمواجهة التمييز الذي يتعرض له الرجل المصري رافعا شعار الفيلم التليفزيوني الشهير " فلتسقط الستات "..
المجلس الوليد واجه حربا ضروس وهجوما شرسا ويطالب اكبر عدد ممكن من الرجال بالانضمام اليه فهل ينجح في تحقيق شعبية له ام سيكون مصيره الفشل خاصة وانه فتح النار علي غريمه النسائي ووضع مؤسسوه 18 بندًا طالب اعضاؤه بتنفيذها أولها عدم مساعدة أي سيدة تتعرض لموقف سيئ في الشارع، ومقاطعة جميع المحال التي تمتلكها أو تعمل فيها فتيات..
وكذلك المنتجات التي تعلن عنها فتيات، وطالبوا كل الرجال بمنع تعيين الفتيات لديهم والمساواة بين الذكور والإناث في تأدية الخدمة العسكرية، والإضراب عن الزواج من أي فتاة حاصلة على مؤهل أعلى من متوسط أو إعدادية وللهروب من تعسف وظلم قوانين الأحوال الشخصية للرجل في مصر أمتنع عن الزواج بمصرية وأتزوج من فتاة من أي دولة أخرى من خلال الإنترنت.

مقاطعة الزواج من مصريات
ليس ذلك فحسب بل اعلنها حربا بلا هوادة مطالبا الاعضاء عدم الزواج من المصريات قائلا "اذا كنت متزوج بالفعل من مصرية ولم أنجب منها بعد أطلقها فوراً قبل أن تنجب وتصبح " الشقة من حق الزوجة " وتستولي على أبنائي وشقتي وأموالي وإذا كنت متزوجاً وأنجبت بالفعل وأريد أن أطلق زوجتي لسبب أو لأخر ولا أستطيع لأنها ستستولي على أموالي وأبنائي ومسكني - طبقاً لتعديل قانون الحضانة الجديد الذي سنة المجلس القومي للمرأة - أقوم بإتخاذ إجراءات أشد عنفاً ضد زوجتي فإذا تم إكتشاف ذلك أدفع بأن المجلس القومي للمرأة هو الذي حرضني على ذلك وإذا كنت أعرف شخص متزوج من مصرية أو سيتزوج مصرية أقاطعة لأن الذي يقبل الزواج من مصرية في ظل القوانين المعمول بها ليس رجلاً ليس ذلك فحسب بل طالب القائمون علي الموقع انه إذا دخلت مصر حرباً فلا تدافع عنها!!
ووجهوا دعوة للشباب قالوا فيها " يا أبناء وبنات مصر إن من يتمتعون بالرجولة من آبائكم لم يتخلوا عنكم بسهولة بل لقد كافحوا من أجل أن لا يفقدوكم ، لقد ناضلوا من أجل أن لا يأخذكم أحد من أحضانهم ولكن التمييز ضد الرجال أدى في النهاية الى هذا القانون الجائر الظالم الذي نكل بآبائكم بإنتزاعكم منهم إنتزاع القلب من الصدر بل إنتزاع الروح من الجسد ، وقد إستقبلت نسبة كبيرة من نساء مصر قانون الحضانة الجديد بالمباركة والتهليل بل وأخذن يطلقن النكات "على الرجالة واللي حصل للرجالة" الرجال الذين هم آباؤكم الذين كان جل مرادهم وعظيم أملهم أن يمنحوكم الأمان والحب والرعاية ، الرجال الذين حملوا السلاح وقاتلوا في الحروب دفاعاً عنكم وعن مصر التي لا يتم فيها تجنيد الإناث".

وشرح القائمون علي المجلس الاليكتروني بعض الحقائق المتعلقة بالإختلافات بين الرجل والمرأة ومنها علي حد قولهم:

1- أثبتت الدراسات الطبية أن حجم عقل الرجل أكبر من عقل المرأة وأن عقل الرجل يزيد بمقدار اربعة بلايين خلية عصبية عن عقل المرأة مما يجعل الرجل يفوق المرأة ذكاءاً وقد صدق الرسول الكريم صلى الله علية وسلم عندما وصف النساء بأنهن ناقصات عقل ودين.

2- نسبة الهيموجلوبين -وهو المكون الأساسي في الدم والذي ينقل الأكسجين لباقي أعضاء الجسم - في دم الرجل أعلى من دم المرأة مما يعني أن جميع أعضاء الجسم في الرجل تعمل بكفاءة أعلى منها في المرأة.

3- تتعرض المرأة لتغيرات جسمية ونفسية حادة جداً خلال فترة الدورة الشهرية تجعلها وكأن بها مساً من الشيطان وقد أجريت دراسة نفسية على هذا الموضوع طلب خلالها من نساء العينة واللاتي كن في فترة الدورة الشهرية اتخاذ قرار في عشرة موضوعات فوجد أن 90% من نساء العينة أجابوا بالخطأ على ثمانية من العشرة أسئلة.

4- تتعرض المرأة في سن اليأس لتغيرات بيولوجية حادة تؤثر سلباً على معظم أعضاء جسمها وخصوصاً القلب.

5- العضلات والهيكل العظمي في الرجل أكثر تطوراً عن المرأة وكثافة العظام في المرأة أقل من الرجل.

6- الرجل يحمل كروموزومات XY بينما تحمل المرأة كروموزومات XX أي لا يوجد لديها كروموزوم Y مما يجعل الرجل يفوق المرأة حيوياً.

ملاسنة نيابية
المجلس الانترنتي فتح المجال لملاسنة نيابية ما بين فريق يدافع عنه ويري انه لا كرامة للرجال في العصر الحالي وان زمن سي السيد انتهي وبين فريق يري انها محاولة فاشلة للبحث عن الشهرة واحداث وقيعة مجتمعية وبالفعل حدثت تحركات نيابية نسائية واسعة حيث أعلنت النائبات أن الرجال ليسوا في حاجة إلى جمعيات تحمي حقوقهم بقدر ما هم بحاجة إلى جمعيات تدافع عن حقوق المرأة، وقدمت النائبتان جمالات رافع وهيام عامر بيانات إلى الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي ضد انتشار العديد من الجمعيات التي تدافع عن حقوق الرجال.
ومن جانبهم وصف برلمانيون هذه الجمعيات بأنها محاولة للوصول إلى المساواة بين الجنسين بعد انتشار جمعيات تدافع عن حقوق المرأة إلى جانب المجلس القومي للمرأة، إضافة إلى المواقع التي انتشرت على شبكة الإنترنت التي تقدم النصائح للزوجات في حالات طلب الطلاق أو الخلع وهو ما أفسد حسب قولهم العلاقة الأسرية.

لفت النواب إلى أهمية هذه الجمعيات في مواجهة ما حققته النساء في السنوات الأخيرة من حقوق مثل الخلع تحت دعاوى واهية وأكد النواب مساندتهم إشهار جمعية (سي السيد) وهو الاسم الذي تكرهه الزوجات ويعتبرنه مهينًا.
وحذر نواب آخرون من خطورة التناحر بين المرأة والرجل تحت قبة البرلمان حول هذه الجمعيات باعتبار أن العنصرين مطلوب التوافق بينهما.

دعوة عدوانية
من جانبه رفض المجلس القومي للمراة هذه الدعوة التي وصفها بالعدوانية ضد المرأة مؤكدا أن فكرة تأسيس مجلس قومي للرجل ليس بها أزمة طالما أنها لا تتعارض مع حقوق المراة المهضومة والتي تسعى للحصول عليها ، خاصة أن فكرة النهوض بالمرأة تمثل الرؤية الأساسية التي على أساسها تم إنشاء المجلس القومي للمرأة.
ويري المجلس إن هذه الدعوة عدوانية ولا تدعو إلى مبدأ التكافؤ الذي يسعى إليه مجلس المرأة فمقومات هذا المجلس تقوم في الأساس على ضم مجموعة من الرجال بداخله، كما لا توجد سياسة عدوانية كالتي يوجهها هذا الموقع الإلكتروني.
واكد إن هذه السياسة التي يتبناها المجلس القومي للمرأة نابعة من الإيمان بعدم مقاطعة نصف المجتمع الآخر، فعلى أي أساس يقوم هذا الموقع بمقاطعة السيدات؟!..
لذلك فإن هذه المجموعة عبارة عن أشخاص معقدين لديهم اضطراب نفسي تجاه المرأة وهذه الدعوة تتطابق مع مبادئ جعل الحياة حلبة صراع مستمر أو تدمير طرف على حساب طرف آخر، مع العلم بأنه ليست هناك أي استفادة من هذه المحاولات الفاشلة، فما اكتسبته المرأة المصرية من حقوق لن تتنازل عنه مطالبا بالتوقف عن هذه الدعوات العبثية التي من شأنها تدمير المجتمع والقيم والحياة الأسرية ومن ثم تنعكس اثارها علي وحدة المجتمع وسلامته.
اما محمد المنسي استاذ الشريعة فقد وصف ما حدث بالفرقعة الاعلامية التي تهدف الي شغل الأمة ببعض التفاهات التي تشغلها عن القضايا الأساسية التي تسعى لمواجهتها، لذلك يجب عدم الالتفات إليها لأنها ستذهب أدراج الرياح ضيفا ان تأسيس المجلس مجرد هراء وخواء ومجاله مصحة الأمراض النفسية محذرا من وجود بعض الأصابع الخفية التي تتحرك ضد الإسلام لإثبات أن الإسلام يتسم بالعنصرية..
في حين أن ديننا الحنيف بريء من هذه الدعوات لأن الدعوة بعدم مساعدة المرأة في حالة تعرضها للأذى في الشارع مخالف للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلا وليس لدينا كمجتمع إسلامي تمييز بين الرجل والمرأة على أساس النوع مؤكدا ان هذه المطالب تعبر عن عدم الفهم الصحيح للإسلام وقواعده وتسامحه في التعامل مع الإنسان بصفه عامة.