ظلمنا أبوتريكة وأنصفه الانجليز!!

تعرض محمد أبوتريكة نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم للظلم أكثر من مرة.. كان من الممكن أن تقصم احداها وسطه وتحرمه من لعب الكرة أو علي الأقل تحطم نفسيته وتجعل أداءه مرفوعاً من الخدمة.. لكن أبوتريكة لاعب يتسلح بإيمان قوي وهذا هو سر تألقه حتي اليوم في كل البطولات الدولية والقارية والمحلية.
في كأس العالم للأندية العام قبل الماضي باليابان طلبوا منه أن يستعد للنزول الي أرض الملعب لاستلام جائزة أحسن ثالث في البطولة.. ونزل بالفعل.. لكنه وجد ارتباكاً من المسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنظمي البطولة وكأنهم وقعوا في ورطة شديدة إذ أعلنوا أن صاحب المركز الثالث في قائمة أحسن لاعبين هو رونالدينهو لاعب نادي برشلونة الاسباني ومنتخب البرازيل.. تخيل الجميع أن أبوتريكة سيسقط مغشياً عليه أو تتحول حياته الي كدر دائم.. لكنه بإيمان الواثق من نفسه قال لزملائه.. رونالدينهو أحسن مني ولو طلبوا مني أن أشتري الجائزة لأهديها له ما ترددت لحظة واحدة في ذلك.
في الموسم الماضي كان يجب أن يحصل أبوتريكة علي لقب أحسن لاعب أفريقي ومنحوه لاديبايور المحترف في الارسنال.. لكنهم منحوا الجائزة للاعب آخر محترف في أوروبا واستحدثوا لقباً جديداً هو أحسن لاعب في القارة الأفريقية ومنحوه لأبوتريكة.
كلنا يعرف أن شركات الرعاة تتدخل لاختيار أحسن لاعب في أي بطولة وحبذا لو كان ينتمي الي منتخب مشهور مثل البرازيل أو فريق له سمعة عالمية مثل برشلونة الاسباني أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد أو إيه سي ميلان الايطالي.. وبالتالي فان أي فريق في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن ان يختاروا منه لاعباً متفوقاً ونظرتهم محدودة دائماً في قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ولما كان الحق لا يضيع أبداً فقد فوجئنا بصحيفة التايمز اللندنية وهي واحدة من أكبر وأوسع الصحف انتشاراً في أوروبا والعالم تصف أبوتريكة بأنه أفضل لاعب علي وجه الأرض.. وأنه كان الأفضل في لقاء مصر والبرازيل بكأس العالم للقارات بل ان الكاتب البريطاني الشهير جابريل ماركوني قال عنه: انه من فصيلة اللاعبين الكبار وأنه لم يلهث وراء الاغراءات وحصد الملايين من الاحتراف في بريطانيا أو أسبانيا وفضل البقاء في مصر غير أن هذا الانتماء أفقده ان يقيس نفسه باللاعبين الكبار في العالم.
في الوقت نفسه نجد من يتهكم من نقادنا علي أبوتريكة لمجرد أنه ارتكب خطأ واحداً في مباراة الأهلي والاسماعيلي الفاصلة في الدوري العام وكأنهم يريدون شطب كل ما أنجزه أبوتريكة للأهلي ومنتخب مصر.